صباح حضرموت
المكلا/ 21 إبريل 2020
المكتب الاعلامي للمحافظ
لا أحد أحرص على تراب الوطن مثل أبنائه، هكذا بدتْ تلك العبارة جليَّةً على أرض الواقع, تجلَّتْ حين حاولت جماعةٌ من المهرِّبين تمريرَ شحنة من السلاح المُهرَّب إلى مدينة المكلا, ما كادتِ الشحنةُ تصل إلى نقطة التفتيش بمعسكر الأدواس الواقع أعلى هضبةِ حضرموتَ حتى وجدتِ الجنودَ البواسلَ يقفونَ لها بالمرصاد, وليسَ في ذلك غرابة أو عَجَب؛ فشحنةُ الأسلحة المُهرَّبة ليست أولَ عمليةٍ تحبِطُها نقطةُ التفتيشِ بمعسكرِ الأدواس, فقد سبقَ وأن أحبطتْ محاولاتٍ عدة لتهريبِ المخدرات والقات، وذلك حالُ جميعِ جنودِ قواتِ النخبةِ الحضرميةِ بالمنطقةِ العسكريةِ الثانيةِ ورجالِ الأمنِ البواسلِ من أبناءِ محافظةِ حضرموتَ في جميعِ المدنِ والجبالِ والسهولِ والهضاب.
ليسَ يَخفى على أحدٍ أنَّ نقطةَ التفتيشِ بمعسكرِ الأدواسِ التابعِ للمنطقةِ العسكريةِ الثانية تحظى باهتمامِ قيادةِ السلطةِ المحليةِ والعسكريةِ بالمحافظةِ شأنُها شأن بقيةِ النقاطِ ومواقعِ حفظ الأمن بالمحافظة، بسبب موقعِها الحسَّاسِ المسيطرِ على الطريقِ الدولي الرابطِ بين ساحلِ ووادي حضرموت، والمتحكِّم في الطُرقِ الرئيسةِ المؤديةِ إلى مناطقِ وادي وصحراء حضرموت، ومنها إلى الدولِ المجاورة.
هذا المعسكر ظلَّ يحظى باهتمامٍ ومتابعةٍ خاصة من محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني الذي زار المعسكرَ ونقاطَ تفتيشهِ نهاية الأسبوع المنصرم، متفقداً مستوى الانضباطِ والجاهزية، وظلَّ على تواصل يومي بقيادةِ وضباطِ المعسكرِ حاثاً إياهم على التدقيق واليقظة والانتباه.
ظلَّ أعداءُ السلامِ يتربَّصون بحضرموتَ بهدفِ زعزعةِ أمنِها والتنغيصِ على أهلها وسلبِ نعمةِ الأمن التي ينعمون بها، ومن أجلِ تمريرِ شحنة سلاحٍ عمل المُهرِّبون على عمل حيلةٍ يوارون بها أسلحتَهم بعيداً عن أعيُنِ جنودِ نقطةِ التفتيشِ التابعةِ لمعسكرِ الأدواس، فعكفوا على مواراةِ أسلحتهم بعناية بشكلٍ يصعب اكتشافه داخل صندوقٍ تم تعديلُه لأغراضِ التهريب أسفل شاحنةٍ متوسطةِ الحجم كان يقودُها شخصان، غير أنَّ الحسَّ الأمنيَّ الذي يتمتع بهِ الجنودُ والذي حثهم عليه محافظُ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني تمكنوا بموجبهِ من إحباط تلك العملية، حيث كانتْ قيادةُ معسكرِ الأدواس على تواصلٍ مستمر، ومتابعاتٍ حثيثة مع محافظ حضرموت حتى تمكنوا من ضبطِ شحنة الأسلحة، وتسليمِ الشخصين اللذين كانا على متن الشاحنة إلى الجهات المعنية.
وبعدما تمَّت العمليةُ بنجاح، تقدَّم القائد "البحسني" بكلماتِ الشكر والمديح إلى قائد معسكر الأدواس المقدم محمد بامهير، مثنياً على الجهود الكبيرة التي يبذلها هو وجنودهُ في حماية مدن ومناطق ساحل حضرموت، وعلى الحس الأمني العالي، واليقظة الكبيرة، والأداء المتفوق، وكبادرةِ تقديرٍ لهم وجَّهَ المحافظ بترقيةِ صف الضباط والجنود الذين ضبطوا شحنة السلاح المُهرَّب القادمة من خارج محافظة حضرموت، وصرفِ مكافأةٍ مالية للجنود الذين كانوا مرابطين في النقطة عند ضبط شحنة السلاح المهرب.
جزاءُ الإحسان لا يكون إلا إحسانًا، ذلك ما يمكن أن نستلهمهُ من بادرة محافظ حضرموت تجاهَ جنود صف ضباط معسكر الأدواس، ونقطة التفتيش نظير جهودهم المباركة في ضبط شحنة السلاح المهرّب التي كادت تصل إلى مدينة المكلا لولا يقظة الجنود البواسل، وحرص المحافظ القائد.