متابعات صباح حضرموت
تتواصل التحذيرات من خطورة ظهور إصابات بفيروس كورونا في اليمن، مع تأكيدات مستمرة لوزارة الصحة عن عدم تسجيل أي إصابة. وتقول التقديرات الأممية، أنه سيحدث انفجار هائل في حال تواجد الفيروس في البلاد
حصل الثلاثيني أحمد عبده الشبحي على عشر كمامات طبية في صيدلية واحدة، بعد أن زار ست صيدليات غيرها في شارع واحد العاصمة صنعاء أخبره أصحابها بأن الكمية قد نفذت.
تشهد السوق اليمنية نقصاً كبيراً في المواد المعقمة والكمّامات الطبية بعد انتشار فيروس كورونا، بحسب منظمات دولية، في 170 دولة وتناقل وسائل إعلام يمنية أخبار غير مؤكدة عن تسجيل إصابات في عدد من المدن، ما أدى إلى تزاحم الأهالي على الصيدليات والسوبرماركت لاقتناء كل ما له علاقة بالوقاية من الفيروس، في بلد يعاني من رقابة في حركة الإستيراد والتصدير من قبل دول ما يعرف بالتحالف العربي.
يقول رئيس مجلس الحكماء بنقابة ملاك صيدليات المجتمع الدكتور محمد النزيلي أن إختفاء الكمامات ومواد التعقيم من السوق اليمنية، يعود إلى عزوف التجار والمستوردين عن بيعها مباشرة للصيدليات والمستشفيات، موضحاً في حديثه لـ”درج” أنه ثمة سوق سوداء ظهرت لهذه المواد وأصبح البيع عن طريق “سماسرة” لتسجل أسعار خيالية في ظل محدودية الكمية على حد قوله.
وبحسب الدكتور النزيلي، فقد ارتفعت أسعار الكمامات بمختلف أنواعها ليصل ثمن الباكت الواحد ” 50 حبة ” من 400 ريال (67 سنتا) إلى 5000 ريال( 8 دولارات)، بينما ارتفعت أسعار المواد المعقمة بنسبة 200% .
في ذات الوقت تتواصل التحذيرات الأممية والمحلية من خطورة ظهور إصابات بفيروس كورونا في اليمن، مع تأكيدات مستمرة لوزارة الصحة عن عدم تسجيل أي إصابة. وتقول التقديرات الأممية، أنه سيحدث انفجار هائل في حال تواجد الفيروس في اليمن، لأسباب عديدة أهمها انهيار المنظومة الصحية في بلد يعيش حالة حرب منذ أكثر من خمسة أعوام بالإضافة إلى ضعف الوعي لدى المجتمع اليمني الذي تبلغ نسبة الأمية فيه 40.7 % من عدد السكان بحسب تقرير صادر عن منظمة اليونسكو لعام 2006.
وفي السياق ذاته اتهم طلال اللهيم، وهو مدير المبيعات في محل “اللهيم دنت” لأجهزة ومستلزمات طب الأسنان، بعض التجار من دون أن يسميهم بسحب كميات كبيرة من الكمامات ومواد التعقيم من السوق عند ظهور الفيروس بالصين تحت مبرر إرسالها إلى الصين كعمل إنساني لمساعدة المصابين.
ويواجه الدكتور جميل الخياطي، وهو يدير صيدلية “الرجاء” شرق صنعاء، صعوبات كبيرة في الحصول على المعقمات والكمامات بعد أن ارتفع الطلب عليها من قبل الأهالي . يقول الخياطي “لقد اختفت الكمامات في السوق الدوائية بشكل عام بما فيها الشركات المستوردة “، ويحصل الخياطي على كميات بسيطة عبر مندوبي توزيع بأسعار باهظة.
وشكلت اللجنة العليا لمكافحة الأوبئة لجنة مشتركة تضم الهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية والهيئة العامة للمواصفات والمقاييس والجهات الأمنية برئاسة وزارة الصناعة والتجارة لتنفيذ حملات ميدانية إلى معامل إنتاج المعقمات والمطهرات ومحلات بيعها، في محاولة لضبط أي اختلالات أو مخالفات في الجودة أو الأسعار.
وفي المقابل أعلنت نقابة ملاك صيدليات المجتمع مساء 22 مارس 2020 في صفحتها على الفيسبوك مكافأة قدرتها بـ مليون ريال يمني (1,694 دولارا) لأي شخص يقوم بتقديم بلاغ حقيقي وموثق عن أي تاجر أو موزع يحتكر الكمامات والمعقمات الطبية أو يبيعها بأسعار عالية مستغلاً الوضع الذي تمر به اليمن.
وطالب رئيس مجلس الحكماء بنقابة ملاك صيدليات المجتمع الدكتور محمد النزيلي، وزارة الصحة بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تلك التصرفات التي ستساهم في رفع وتيرة خوف الناس من انتشار الفيروس، مشدداً على ضرورة أن يتم ضبط الشركات والتجار المستوردين وتجار الجملة ممن ثبت تورطهم في استغلال أوضاع اليمنيين بهدف تحقيق مكاسب مالية.
ندرة واختفاء الكمامات الطبية الوقائية دفع اللجنة العليا لمكافحة الأوبئة إلى اتخاذ قرار بإنتاج الكمامات وإعادة تشغيل مصنع الغزل والنسيج بصنعاء بعد توقف استمر لأكثر من خمسة عشر عاماً، إلا أن عبدالإله شيبان مدير عام المصنع، أكد أن إمكانيات المصنع ضعيفة، وخلال أربعة أيام من إعادة تشغيله وصل الإنتاج اليومي إلى ألف كمامة.
وتوقع شيبان وصول إنتاج المصنع إلى عشرين ألف كمامة في اليوم بعد شهر في حال توفرت لهم الإمكانيات اللازمة والميزانية التشغيلية المطلوبة، مشيراً إلى أن المواد الأساسية في السوق اليمنية والخاصة بالتصنيع ضئيلة، مطالباً بسرعة استيرادها في أقرب وقت ليلبي المصنع الاحتياج الضروري بحده الأدنى.
وفي ظل العدد البسيط لمعامل انتاج المعقمات وغياب مصانع الكمامات والخطر المهدد لليمن بانتشار فيروس كورونا العالمي، يعيش اليمنيون أوضاعاً نفسية وصحية مقلقه.
المصدر
تشهد السوق اليمنية نقصاً كبيراً في المواد المعقمة والكمّامات الطبية بعد انتشار فيروس كورونا، بحسب منظمات دولية، في 170 دولة وتناقل وسائل إعلام يمنية أخبار غير مؤكدة عن تسجيل إصابات في عدد من المدن، ما أدى إلى تزاحم الأهالي على الصيدليات والسوبرماركت لاقتناء كل ما له علاقة بالوقاية من الفيروس، في بلد يعاني من رقابة في حركة الإستيراد والتصدير من قبل دول ما يعرف بالتحالف العربي.
يقول رئيس مجلس الحكماء بنقابة ملاك صيدليات المجتمع الدكتور محمد النزيلي أن إختفاء الكمامات ومواد التعقيم من السوق اليمنية، يعود إلى عزوف التجار والمستوردين عن بيعها مباشرة للصيدليات والمستشفيات، موضحاً في حديثه لـ”درج” أنه ثمة سوق سوداء ظهرت لهذه المواد وأصبح البيع عن طريق “سماسرة” لتسجل أسعار خيالية في ظل محدودية الكمية على حد قوله.
وبحسب الدكتور النزيلي، فقد ارتفعت أسعار الكمامات بمختلف أنواعها ليصل ثمن الباكت الواحد ” 50 حبة ” من 400 ريال (67 سنتا) إلى 5000 ريال( 8 دولارات)، بينما ارتفعت أسعار المواد المعقمة بنسبة 200% .
تحذير أممي
يتوقع أطباء ومتخصصون يمنيون انتشاراً سريعاً لفيروس كورونا في حال دخلت أي حالة مصابة إلى اليمن دون أن ترصدها لجان الفحص في المعابر أو خضوعها لحجر صحي سليم .في ذات الوقت تتواصل التحذيرات الأممية والمحلية من خطورة ظهور إصابات بفيروس كورونا في اليمن، مع تأكيدات مستمرة لوزارة الصحة عن عدم تسجيل أي إصابة. وتقول التقديرات الأممية، أنه سيحدث انفجار هائل في حال تواجد الفيروس في اليمن، لأسباب عديدة أهمها انهيار المنظومة الصحية في بلد يعيش حالة حرب منذ أكثر من خمسة أعوام بالإضافة إلى ضعف الوعي لدى المجتمع اليمني الذي تبلغ نسبة الأمية فيه 40.7 % من عدد السكان بحسب تقرير صادر عن منظمة اليونسكو لعام 2006.
حيل التجار
أضطر أمين محسن ، وهو مدير معمل “فن الإبتسامة لصناعة الأسنان” في شمال العاصمة صنعاء، إلى التنقل بين إحدى عشرة صيدلية باحثاً عن كمامات طبية لاستخدامها في المعمل لحجب انتقال الأضرار الصحية للمواد المستخدمة في التصنيع، مؤكدا لـ “درج” بأنه وجد كمية محدودة بعد أن استخدم علاقاته الشخصية بأسعار”مضاعفة 10 مرات”.وفي السياق ذاته اتهم طلال اللهيم، وهو مدير المبيعات في محل “اللهيم دنت” لأجهزة ومستلزمات طب الأسنان، بعض التجار من دون أن يسميهم بسحب كميات كبيرة من الكمامات ومواد التعقيم من السوق عند ظهور الفيروس بالصين تحت مبرر إرسالها إلى الصين كعمل إنساني لمساعدة المصابين.
ويواجه الدكتور جميل الخياطي، وهو يدير صيدلية “الرجاء” شرق صنعاء، صعوبات كبيرة في الحصول على المعقمات والكمامات بعد أن ارتفع الطلب عليها من قبل الأهالي . يقول الخياطي “لقد اختفت الكمامات في السوق الدوائية بشكل عام بما فيها الشركات المستوردة “، ويحصل الخياطي على كميات بسيطة عبر مندوبي توزيع بأسعار باهظة.
إجراءات ضبطية
وفي 20 اذار/مارس الجاري ضبطت وزارة الصناعة والتجارة والهيئة العليا للأدوية خمسة محلات ومعملاً لبيع وإنتاج المواد المعقمة لمخالفتهم للأسعار واحتكار هذه المواد، بحسب وكيل وزارة الصناعة لقطاع خدمات الأعمال محمد عبد الكريم، مؤكداً بأنه سيتم إحالة المضبوطين إلى الأجهزة المختصة.وشكلت اللجنة العليا لمكافحة الأوبئة لجنة مشتركة تضم الهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية والهيئة العامة للمواصفات والمقاييس والجهات الأمنية برئاسة وزارة الصناعة والتجارة لتنفيذ حملات ميدانية إلى معامل إنتاج المعقمات والمطهرات ومحلات بيعها، في محاولة لضبط أي اختلالات أو مخالفات في الجودة أو الأسعار.
وفي المقابل أعلنت نقابة ملاك صيدليات المجتمع مساء 22 مارس 2020 في صفحتها على الفيسبوك مكافأة قدرتها بـ مليون ريال يمني (1,694 دولارا) لأي شخص يقوم بتقديم بلاغ حقيقي وموثق عن أي تاجر أو موزع يحتكر الكمامات والمعقمات الطبية أو يبيعها بأسعار عالية مستغلاً الوضع الذي تمر به اليمن.
وطالب رئيس مجلس الحكماء بنقابة ملاك صيدليات المجتمع الدكتور محمد النزيلي، وزارة الصحة بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تلك التصرفات التي ستساهم في رفع وتيرة خوف الناس من انتشار الفيروس، مشدداً على ضرورة أن يتم ضبط الشركات والتجار المستوردين وتجار الجملة ممن ثبت تورطهم في استغلال أوضاع اليمنيين بهدف تحقيق مكاسب مالية.
فقر مصنعي
يمتلك اليمن 15 معملاً خاصاً بإنتاج المعقمات الطبية، مسجلة لدى الهيئة العليا للأدوية، و46 شركة ومعملاً خاصاً بانتاج المطهرات والمنظفات مسجلة في وزارة الصناعة والتجارة، بينما لا تمتلك اليمن أي مصنع أو معمل لإنتاج الكمامات حتى الآن.ندرة واختفاء الكمامات الطبية الوقائية دفع اللجنة العليا لمكافحة الأوبئة إلى اتخاذ قرار بإنتاج الكمامات وإعادة تشغيل مصنع الغزل والنسيج بصنعاء بعد توقف استمر لأكثر من خمسة عشر عاماً، إلا أن عبدالإله شيبان مدير عام المصنع، أكد أن إمكانيات المصنع ضعيفة، وخلال أربعة أيام من إعادة تشغيله وصل الإنتاج اليومي إلى ألف كمامة.
وتوقع شيبان وصول إنتاج المصنع إلى عشرين ألف كمامة في اليوم بعد شهر في حال توفرت لهم الإمكانيات اللازمة والميزانية التشغيلية المطلوبة، مشيراً إلى أن المواد الأساسية في السوق اليمنية والخاصة بالتصنيع ضئيلة، مطالباً بسرعة استيرادها في أقرب وقت ليلبي المصنع الاحتياج الضروري بحده الأدنى.
وفي ظل العدد البسيط لمعامل انتاج المعقمات وغياب مصانع الكمامات والخطر المهدد لليمن بانتشار فيروس كورونا العالمي، يعيش اليمنيون أوضاعاً نفسية وصحية مقلقه.
المصدر