وخلال الجولة الأولى من المشاورات التي جرت في التاسع من أبريل، ترأس الوفد السعودي رئيس جهاز المخابرات العامة خالد بن علي الحميدان. وأكد مسؤولون عراقيون واقعة الاجتماع لـ "فاينانشيال تايمز". وقال مسؤول تحفظ عن ذكر اسمه إن بغداد مصممة على مصالحة البلدين. وذكّر مصدر فاينانشيال تايمز بأن الجانب العراقي سبق أن حقق نجاحات في "تسهيل الاتصالات" بين إيران ومصر وإيران والأردن. وأضاف أن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي "يريد شخصياً أن يلعب دوراً في تحويل العراق إلى جسر بين الدول المتنافرة".
وبحسب ما ورد، كان أحد البنود المدرجة على جدول أعمال المحادثات الإيرانية السعودية، خفض التصعيد في اليمن.
من غير المستبعد أن تكون حساسية البنية التحتية النفطية في السعودية (للضربات) قد أثرت في قرار المملكة العربية السعودية التفاوض مع إيران وجهاً لوجه. ومع ذلك، كان من الواضح أن العامل الرئيس الذي أثر في قرار السعوديين هو استعداد إدارة الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات واستعادة خطة العمل الشاملة المشتركة من أجل تقليل التوترات في الشرق الأوسط.
المثير في الأمر هي كيف سترد إسرائيل على المحادثات الإيرانية السعودية. فبعد سلسلة من اتفاقيات السلام مع الدول العربية التي تم إطلاقها بوساطة ترامب، أبدت سلطات الدولة اليهودية مرارا رغبتها في إقامة علاقات رسمية مع السعودية، مؤكدة على الحاجة إلى تفاعل كامل في مواجهة "التهديد الإيراني". ويرى محللون إسرائيليون أن الحوار المباشر بين طهران والرياض يبطل فاعلية هذه الحجة الآن. ربما يعني نجاح الحوار في بغداد أن الجهود الإسرائيلية المناهضة لإيران، عسكريا ودبلوماسيا، لن تحظى بعد الآن بدعم واسع النطاق في الشرق الأوسط. فقد اختارت الدول العربية الحوار.