وأشار منصور العساف إلى أن خرافة "النمنم" بدأت بجدة في الستينات الهجرية (1360 هجري، 1940 ميلادي)، وعادت للظهور بعد خمسين عاما في الرياض.
وأوضح العساف أن هذه الخرافة ملأت الناس في السعودية بالرعب، وأنها حتى منعت الطلاب من الذهاب للمدارس.
وفي التفاصيل، وخلال برنامج "في الصورة" على قناة " روتانا خليجية"، شرح الباحث السعودي عن قصص "النمنم"، وقال: "الشائعة لها روايتان، وذكرت في بعض مذكرات وجهاء جدة..الرواية الأولى قيل فيها إن إحدى البواخر قبل رسوها في مدينة جدة، شاهد أحد الموجودين فيها رجلا دخل دورة المياه، ولما خرج كان له ذيل، فاشتبه به، لكنه هرب منه، فبحث بين الركاب ولم يجده، وعندما رست في ميناء جدة نزل الرجل صاحب الذيل منها، وظل سكان أحياء جدة في حالة رعب وقلق من ظهوره، وأشيع أنه يأكل الناس والأطفال"، في حين ألقى العساف الضوء على أنه تم ذكر مثل هذه القصة في العصر العباسي، وأن المؤرخ الطبري ذكرها في تاريخه حين كتب: "ارتاع الناس من حيوان، يقال له الزنرب، يأكل الأطفال، ويقطع عضد الرجل، وكانت مشهورة في عهد الخليفة المقتدر بالله".
وروى منصور العساف الحكاية الثانية المتداولة عن "النمنم" قائلا: "أما الرواية الثانية، فتقول إن إحدى المنشدات في أحد الأفراح الشعبية كانت تنشد بالفرح، وشهدت إحدى النساء برِجل حمار، فاختبأت، ثم هربت، ونبهت عنها المنشدة.. وظل الناس يتناقلون هذه الرواية، وصدقها الناس بشكل كبير، وصار هناك شبه انحسار لخروج الأطفال للشوارع في جدة في الستينيات الهجرية، حيث وجدت الأمهات طريقة لتخويف الأبناء بتهديدهم بجملة: "لا تطلع الشارع لا يجيك النمنم".
وأكمل الباحث السعودي: "عندما ظهرت شائعة النمنم في الرياض، كان هناك جرائد وإعلام ووعي، ولكنها ظهرت بقوة، لدرجة أن المدرسة السابعة عشرة في الملز صار بها رعب للطالبات، إذ أن عددا قليلا من كان يذهب للمدرسة بسبب النمنم، لأنه موجود على السطح .. وحدثت اتصالات بالأمن".
المصدر: "سبق"