أن تكوني أما وحيدة لطفل أو أكثر قد يجعلك تختبرين الكثير من المشاعر، مثل الاكتئاب والإجهاد والغضب والألم والغيرة والخوف والإحباط والندم والشفقة على النفس والمرارة والشعور بالوحدة، وإذا لم يتم التحكم في هذه المشاعر بشكل جيد، فسيؤثر ذلك على كل شيء، بما فيها قدرتك واهتمامك بتلبية احتياجات طفلك.
الأم التي تقوم بدورين في آن واحد بسبب غياب الأب لأسباب السفر أو الوفاة أو الطلاق، تتحمل المسؤولية عن جميع جوانب رعاية طفلها اليومية، ناهيك عن أن الأسر ذات العائل الوحيد تعاني عادة من تدني الدخل وانخفاض مستوى المعيشة، ومن ثم يجب الحذر لأن الشعور بالتعب والتشتت باستمرار قد تنشأ عنه مشاكل سلوكية لدى الأطفال.
في المراحل الأولى من رحلة تربية طفلك في ظل غياب الأب، تقع على عاتقك مهمة إدارة بعض التحديات الخاصة التي تواجهها الأم الوحيدة، وما يمكنك القيام به لتربية طفل سعيد وصحيح نفسيا وجسديا.
للقيام بذلك عليك أولا الاهتمام بنفسك، لذا كوني إيجابية، ولا تحمّلي نفسك فوق طاقتها، ولا تعملي أوقات طويلة حتى لا تتسببي في إجهاد زائد لنفسك، وحاولي الاستمتاع بالحياة، واطلبي الدعم عندما تحتاجين إليه.
ولتخفيف التوتر داخل أسرتك إليك بعض الإستراتيجيات الإيجابية، كما جاء في مقال بعنوان "خطوات لتربية طفل وحدك" على موقع "مايو كلينك"، ومقال آخر يحمل العنوان نفسه على موقع "بيرنتينغ كيرز":
امنحي أطفالك حنانا ودعما غير مشروطين امنحي أطفالك حنانا ودعما غير مشروطين (بيكسل)
امنحي أطفالك حنانا ودعما غير مشروطين امنحي أطفالك حنانا ودعما غير مشروطين (بيكسل)
1. أظهري حبك لأطفالك، وتذكري مدحهم، وامنحيهم حنانك ودعمك غير المشروطين، وخصصي وقتا كل يوم للعب أو القراءة أو الجلوس ببساطة معهم.
2. إنشاء روتين يومي ثابت، يتضمن جدولا منظما لأوقات الوجبات ومواعيد النوم، وأوقات الأنشطة والوقت الذي ستلعبين معهم فيه، وسوف يُشعر هذا طفلك ببعض الأمان وما الذي يجب توقعه خلال اليوم.
3. ضعي حدودا، واشرحي قواعد المنزل لطفلك، مثل التحدث باحترام، وعدم الصراخ، والانتهاء من المهام في وقتها، وتحديد وقت الأجهزة اللوحية، واحترام الكبير، وعدم التعدي على الضعيف.
4. توفير مكان مناسب لرعاية ابنك أثناء غيابك، كالحضانات أو المدارس، وابحثي عن مكان مؤهل يستطيع ابنك قضاء الوقت فيه وأنت مطمئنة، وكوني حذرة من مطالبة صديقاتك بالاعتناء بطفلك، فهذه مسؤوليتك أنت.
لا تلومي نفسك وتحكمي في غضبك (مواقع التواصل)
5. لا تشعري بالذنب، ولا تلومي نفسك، وتحكمي في غضبك، فقد يكون الصراخ بلا سبب أحيانا، وبدل ذلك تعاملي بنضج، وتحكمي في أعصابك.
6. لا تدللي طفلك لتعويضه عن غياب والده، وقد تشعرين بالتردد في تأديب طفلك معتقدة أنه مرّ بما يكفي، لكن التعامل مع قضايا السلوك عند حدوثها يجنب المشاكل لاحقا.
7. تحملي المسؤولية، وامنحي طفلك مستوى من المسؤولية مناسبا للعمر بدل توقع أن يتصرف مثل "الكبار"، ويجب أن يعيش طفولته ولا تتوقعي منه أن يحل محل والده في تحمل مسؤوليات رجل المنزل في هذا الوقت المبكر.
8. اعتني بنفسك، ويجب أن تمارسي الرياضة وتضمنيها في روتينك اليومي، وتناولي طعاما صحيا ونامي مدة كافية، ورتبي بعض الوقت للقيام بأنشطة تستمتعين بها بمفردك أو مع الأصدقاء. وخذي "مهلة" للترويح عن نفسك من خلال تنظيم بعض الأنشطة لطفلك لا تتطلب وجودك.
9. الاعتماد على الآخرين، انضمي إلى مجموعة الأمهات في عمارتك أو شارعك لتدعمن بعضكن بعضا في العمل كمرافقات لأطفالكن، ويمكن التناوب على ذلك بما يوفر الوقت لكل واحدة منكن.