وحلل خبراء من المملكة المتحدة والهند بيانات عن 512 عينة من الوتدية الدفتيريا - البكتيريا المسببة للمرض - مأخوذة من عام 1896 إلى 2018.
وإلى جانب الانتشار المتزايد للجينات التي تمنح مقاومة للمضادات الحيوية، وجد الفريق دليلا على أنه يمكن أن تتطور يوما ما إلى ما بعد اللقاح الحالي.
وتصيب الدفتيريا الأنف والحلق وأحيانا الجلد، وتنتشر عن طريق السعال والعطس والاتصال المباشر.
وعادة ما تحدث بسبب السم الذي تنتجه بكتيريا المطثية الخناقية، على الرغم من أن العدوى الجهازية يمكن أن تنجم عن مطثية الخناق غير السامة.
وفي حين يتم تطعيم الأطفال في المملكة المتحدة وغيرها من البلدان ذات الدخل المرتفع ضد المرض، ما تزال حالات التفشي المتفرقة تحدث في أنحاء أخرى من العالم.
وتتزايد أعداد الحالات المبلغ عنها، حيث تضاعفت أكثر من المتوسط السنوي البالغ 8105 حالات في الفترة من 1996 إلى 2017، إلى 16651 في عام 2019.
وفي غضون ذلك، قال الفريق إن بداية أزمة "كوفيد-19" تسببت في تراجع جداول التطعيم ضد الدفتيريا لدى الأطفال في جميع أنحاء العالم، ما أدى إلى تفاقم المشكلة.
وفي دراستهم، قام الباحثون بسلسلة جينات 61 بكتيريا معزولة من المرضى، ودمجوا ذلك مع البيانات المتاحة للجمهور عن 411 نوعا آخر من أنواع C. diphtheriae لتحديد كيفية ارتباط الفاشيات المختلفة وانتشارها.
وكشف تحليل الفريق عن مجموعة من المطثية الخناقية المتشابهة وراثيا من قارات متعددة - خاصة آسيا وأوروبا - ما يشير إلى أن البكتيريا نشأت لدى البشر وهاجرت معهم لمدة قرن على الأقل.
وكشفت البيانات الجينومية أيضا عن وجود جينات تمنح مقاومة مضادات الميكروبات وتنوع السموم.
وفي غضون ذلك، وجد الفريق، بالنظر إلى مقاومة مضادات الميكروبات، أن عدد جينات المقاومة قبل الجينوم آخذ في الازدياد - حيث بلغ عدد البكتيريا من العقد الأخير أربعة أضعاف تلك الموجودة في التسعينيات.
ويعد جينوم C. diphtheriae معقد ومتنوع بشكل لا يصدق. وأوضح معد الورقة البحثية روبرت ويل، من جامعة كامبريدج أنه يكتسب مقاومة للمضادات الحيوية التي لا تستخدم حتى سريريا في علاج الدفتيريا.
وأضاف: "يجب أن تكون هناك عوامل أخرى تلعب دورا، مثل العدوى من دون أعراض والتعرض لعدد كبير من المضادات الحيوية المخصصة لعلاج أمراض أخرى".
وأضاف أنكور موتريجا، معد الورقة البحثية والباحث في الأمراض المعدية: "من المهم أكثر من أي وقت مضى أن نفهم كيف تتطور وتنتشر الدفتيريا".
وقال خبير كامبريدج: "يمنحنا تسلسل الجينوم أداة قوية لمراقبة ذلك في الوقت الفعلي، مما يسمح لوكالات الصحة العامة باتخاذ الإجراءات قبل فوات الأوان. يجب ألا نغفل عن الكرة المصابة بالدفتيريا، وإلا فإننا نجازف بأن تصبح تهديدا عالميا كبيرا مرة أخرى، من المحتمل أن يكون في شكل معدل وأشد تكيفا".
ونُشرت النتائج الكاملة للدراسة في مجلة Nature Communications.
المصدر: ديلي ميل