كشف أثري ضخم في مصر يضم معبدا جنائزيا ومومياوات وبردية فريدة - صباح اليمن كشف أثري ضخم في مصر يضم معبدا جنائزيا ومومياوات وبردية فريدة

كشف أثري ضخم في مصر يضم معبدا جنائزيا ومومياوات وبردية فريدة


صباح حضرموت 

أعلنت مصر يوم السبت عن اكتشاف أثري ضخم في منطقة سقارة بمحافظة الجيزة جنوب غرب القاهرة، ضم معبدا جنائزيا خاصا بالملكة نعرت، وآبار دفن وتوابيت وتماثيل ولوحات وأقنعة خشبية ومومياوات تعود إلى 3 آلاف عام قبل الميلاد، فضلا عن بردية فريدة من نوعها.
وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفى وزيري، في بيان إن بعثة مصرية مشتركة بين المجلس ومركز "زاهي حواس للمصريات" بمكتبة الإسكندرية عثرت في منطقة آثار سقارة بجوار هرم الملك تتي، أول ملوك الأسرة السادسة من الدولة القديمة، على اكتشافات أثرية هامة تعود إلى الدولة القديمة والحديثة والعصور المتأخرة.
وعثرت البعثة على "المعبد الجنائزي الخاص بالملكة نعرت زوجة الملك تتي، والذي تم الكشف عن جزء منه في الأعوام السابقة للبعثة"، بحسب الدكتور زاهي حواس رئيس البعثة.
وأوضح حواس أن البعثة عثرت أيضا على "تخطيط المعبد، وثلاثة مخازن مبنية من الطوب اللبن في الناحية الجنوبية الشرقية منه لتخزين القرابين والأدوات التي كانت تستخدم في إحياء عقيدة الملكة".
كما تم العثور على "52 بئرا تتراوح أعماقها ما بين 10 إلى 12 مترا بداخلها أكثر من 50 تابوتا خشبيا من عصر الدولة الحديثة".
وتعد هذه المرة الأولى التي يتم العثور فيها بمنطقة سقارة على توابيت يعود عمرها إلى ثلاثة آلاف عام، وفقا للبيان.
وأشار إلى أن "هذه التوابيت ذات هيئة آدمية وممثل على سطحها العديد من مناظر الآلهة التي كانت تعبد خلال هذه الفترة، بالإضافة إلى أجزاء مختلفة من نصوص كتاب الموتى، التي تساعد المتوفى على اجتياز رحلته إلى العالم الآخر".
وعثرت البعثة كذلك داخل الآبار على "أعداد كبيرة من المشغولات الأثرية وتماثيل على هيئة المعبودات، مثل الإله أوزير، وبتاح، وسوكر".
وأضاف حواس أنه تم العثور على "مقصورة ضخمة من الطوب اللبن ترجع إلى عصر الدولة الحديثة ذات بئر يصل عمقه حتى الآن إلى 24 مترا، ولم نصل بعد إلى نهايته، ومن المتوقع أن ينتهي بحجرة للدفن".
وتابع "لقد رصفت أرضية تلك المقصورة بكتل من الحجر الجيري المصقول صقلا جيدا، وغطى الجزء العلوي من فوهة البئر بالأحجار، ولا يزال العمل جاريا، ونعتقد أن هذه البئر لم يصل إليها اللصوص، وسوف يتم الكشف عنها كاملا".
كما عثرت البعثة على "كشف فريد من نوعه، وهو بردية يصل طولها إلى أربعة أمتار، وعرضها متر واحد، وتمثل الفصل السابع عشر من كتاب الموتى، ومسجل عليها اسم صاحبها وهو (بو- خع- اف)."
ووجد اسم صاحب البردية مسجلا على أربعة تماثيل أوشابتي، كما تم العثور على تابوت خشبي على الهيئة الآدمية لنفس الشخص، بالإضافة إلى العديد من تماثيل الأوشابتي من الخشب والحجر الفيانس من عصر الدولة الحديثة.
وضم الكشف الأثري أيضا "مجموعة من الأقنعة الخشبية، وكذلك مقصورة الإله انوبيس إله الجبانة، وتماثيل له بحاله جيدة"، إلى جانب "العديد من الألعاب التي كان يلعب بها المتوفى في العالم الآخر، مثل لعبة السنت التي تشبه الشطرنج حاليا، وكذلك لعبة العشرين، مسجل عليها اسم الشخص الذي كان يلعب بها".
كذلك ضم "العديد من القطع الأثرية التي تمثل طيور مثل أوزة، وبلطة من البرونز تدل على أن صاحبها كان أحد قادة الجيش في عصر الدولة الحديثة".
ومن بين الآثار المكتشفة أيضا "العديد من اللوحات المنقوش عليها مناظر المتوفى وزوجته وكتابات الهيروغليفية، من أجملها لوحة من الحجر الجيري في حالة جيدة من الحفظ، مصور عليها منظر متوفى يدعى (خو- بتاح) وزوجته (موت - ام- ويا)."
ويصور الجزء العلوي من اللوحة المتوفى وزوجته في وضع تعبدي أمام المعبود أوزير، بينما يصور الجزء السفلي المتوفى جالسا وزوجته خلفه، وتحت كرسي الزوجة مثلت إحدى بناتهما جالسة تقرب إلى أنفها زهرة اللوتس وتزين رأسها بالقمع العطري.
ويوجد أمام الزوجان ستة من الأبناء على صفين، حيث نجد الصف العلوي به ثلاث من بناتهما جالسات على الأرض يقربون زهرة اللوتس من أنوفهم ويغطين رؤوسهن بأقماع العطر، في حين يوجد في الصف السفلي ثلاثة من الأبناء الذكور في وضع الوقوف أمام المتوفى وزوجته.
وقال حواس، إنه من الملفت للنظر هو أن إحدى البنات تحمل اسم نفرتاري، وهو اسم الزوجة المحببة لدى الملك رمسيس الثاني، بينما حمل أحد الأبناء اسم "خع - ام- واست"، وهو اسم أحد أبناء الملك رمسيس الثاني.
وكان صاحب اللوحة يحمل لقب "المشرف على العجلة الحربية للملك"، مما يدل على مكانته الهامة في الأسرة 19، بحسب البيان.
كما تم العثور على "كميات رائعة من الفخار الذي يعود إلى الدولة الحديثة، ومنه فخار يثبت العلاقات التجارية بين مصر وكريت وكذلك سوريا وفلسطين".
وأوضح حواس، أن "هذا الكشف يؤكد أن منطقة آثار سقارة لم تستغل في الدفن خلال العصر المتأخر فقط، بل كذلك في الدولة الحديثة، كما أثبت وجود العديد من الورش التي تنتج هذه التوابيت، التي كان يتم شراؤها عن طريق الأهالي، وكذلك ورش خاصة بالتحنيط".
وقامت البعثة بدراسة مومياء إحدى السيدات، وتبين أن صاحبتها كانت تعاني من مرض يعرف باسم "حمى البحر الأبيض المتوسط" أو "الحمى الخنازيرية"، وهو مرض يأتي من الاتصال المباشر بالحيوان، ويؤدى إلى خراج في الكبد، وهو مرض مزمن مدى الحياة.
كما قامت أستاذة الأشعة بمستشفى القصر العيني في القاهرة الدكتورة سحر سليم، بعمل الدراسات اللازمة على المومياوات المكتشفة، ومن بينها مومياء لطفل، وحددت الدراسات أسباب الوفاة وعمر المتوفى وقت الوفاة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم