تحولت محافظة الضالع، المعروفة بأنها مدينة الثوار والمناضلين والبوابة الشمالية لعدن، إلى مقبرة تبتلع حشود مليشيا الحوثي التي تتجرع على أطرافها الشمالية أقسى الهزائم يومياً.
تمتد جبهات الضالع على 3 قطاعات قتالية تبدأ من محور مريس أقصى الشمال إلى القلب في محور الفاخر وصولاً إلى محور حجر القتالي، وهي محاور ملتهبة تتفرع منها عديد من مناطق المواجهات وخطوط نار تتلقى فيها مليشيا الحوثي الخسائر القاسية والموجعة.
ولم تجد مليشيا الحوثي من حيلة لكسر مقاومة الضالع لتلجأ لحرب العصابات في محاولة اختراق الخطوط الأمامية معتمدة على محاولات التسلل والهجوم المباغت على مواقع القوات الجنوبية من مريس وحتى حجر.
وبشكل يومي تدفع ذراع إيران بالآلاف من العناصر والقيادات لمحاولة قلب المعارك، مواصلة حماقتها عبر زج المزيد من المقاتلين المغرر بهم إلى ساحات المعارك في جبهات شمالي الضالع، غير أنها تتراجع دون أن يتحقق لها أكثر من هزائم مذلة وانكسارات متتالية.
إصرار مليشيا الحوثي على إرسال المزيد من عناصرها رغم الفاتورة الثقيلة للقتلى والجرحى التي خسرتهم في جبهات شمال الضالع كانت من أجل استعادة المواقع الاستراتيجية التي خسرتها خلال العملية العسكرية التي نفذتها القوات الجنوبية الأسابيع الماضية وهي تحاول إعادة ماء الوجه أوساط مقاتليها وشعبيتها التي تتحدر من محافظة إب والتي أصيبت بخيبة أمل إثر المغامرات التي تخوضها وخسرت بجانب العناصر عدداً من العتاد العسكري.
سعت مليشيا الحوثي، خلال الهدنة التي دعت لها قيادة التحالف العربي خلال أزمة كورونا، إلى استغلالها لتكثيف عدوانها بشكل غير مسبوق ودفعت بالمزيد من عناصرها وقياداتها التي كُسرت شوكتهم وافشالت محاولاتهم البائسة إحراز أي تقدم أو نصر وتكبيدهم خسائر فادحة، فضلا عن مصرع المئات من عناصرهم بينهم قيادات بارزة.
وتحول الصمود في جبهات شمال الضالع والتماسك القوي للمقاتلين الأبطال المرابطين في مواقعهم ومتارسهم إلى عامل نصر بالنسبة للقوات الجنوبية التي تعمل على تكييف تضاريس الطبيعة وتحويلها إلى حمم نار تنال من حشود الحوثيين الذين لم يلقوا أكثر من الموت.