صباح حضرموت
كتاب المقال : السفير عادل باحميد
حينما تهربُ الكلماتُ وتتلعثمُ الأحرفُ بين يديك فلا تدري كيف ترصّها على سطرٍ واحدٍ لتصرخَ بحجمِ ما فيك من وجعٍ وألمٍ عميق ..
حينما تتشتت الأفكارُ ويتجاذبها الشكُّ والترددُ بين القبولِ والإنكارِ والتصديقِ والتكذيبِ ..
حينما تتمنى أنك لم تُجب الهاتفَ لترى أحرفاً استحالت خنجراً استقرّ في قلبكَ يوسعهُ ألماً وحُزنا ..
حينما يصرخُ كلّ شيءٍ فيك من الألم .. الصورُ والأصواتُ والذكريات .. والأحلامُ والآمال والأمنيات ..
فلا تلبث أن تلهجَ من دواخلكَ بـلا إله إلاّ الله .. محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وسلّم ..
ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم ..
وإنّا للهِ وإنّا إليهِ راجعون ..
ولله ما أعطى وله سبحانه وحده ما أخذ .. و (( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ )) ..
والحمدلله الذي لا يُحمد على مكروهٍ سواه ..
فتُلملمُ النفسُ شتاتَها .. وتستجمعُ ما تبقى من قواها .. وتستدركُ إيمانَها ورضاها ..
نعم لقد رحل .. نعم لقد رحل ..
رحل (رياض) .. وما أجملك من (رياض) .. وما أقساهُ من رحيلٍ يا (رياض) ..
رحلتَ يا صاحب القلب الجميلِ والهمّة العالية ..
رحلتَ يا حاملَ الهمّ ولو كنت وحيداً ..
رحلتَ يا طامحاً وحالماً ولو كنت بعيداً ..
رحلتَ واقفاً شامخاً في زمنٍ استمرأ فيه الكثيرون الانكسار ..
رحلتَ منافحاً عن أهلكَ وأرضك والديار ..
مصابُنا فيك كبير .. لكن إيماننا وأملنا في الله أكبر .. أن يتقبلك عنده في الصالحين .. مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .. وحسن أولئك رفيقا .. وأن يسبغ عليك من رحماته ومغفرته ورضوانه .. وأن يجعل مستقرّك في أعالي جِنانه ..
ويلهمنا وأهلك ومحبيك وحضرموت كلّها واليمن عامّتها الصبرَ على فقدكَ والرضا والتسليم بقضاءه .. وأن يخلف لنا في مصيبنا بخير ..
يا (أبا عبداللاه) .. إنّا فيكَ لمصابون .. وإنّا لفراقكَ لمحزونون .. غير أننّا لا نقول إلاّ ما يُرضي ربَّنا ..
عظّم الله أجر الجميع .. عظّم الله أجركِ يا حضرموت في واحدٍ من أنقى أبنائك ..
وإنّا للهِ وإنّا إليهِ راجعون ..
#كلمات_دالة :
مقالات الرأي