صباح حضرموت
متابعات
بعنوان "السلطة الفلسطينية ضد تبادل الأسرى وتحرير البرغوثي"، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن "الاتصالات من أجل تبادل الأسرى بين تل أبيب وحماس في تقدم، إلا أن السلطة الفلسطينية تخشى من أن تؤدي صفقة من هذا النوع إلى تعزيز مكانة حماس في الشارع الفلسطيني وتضعف من سلطة محمود عباس".
وتابعت الصحيفة العبرية في تقريرها "حماس ستطلب أيضا من إسرائيل بموجب الصفقة إطلاق سراح كبير المعتقلين الفلسطينيين مروان البرغوثي وأحمد سعدات، في وقت لا ترغب فيه رام الله بتحريريهما".
ونقلت عن مصادر فلسطينية قولها "الاتصالات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس تجرى بوساطة الاستخبارات المصرية؛ بناء على مقترح تقدم به القيادي الفلسطيني يحي السنوار من أجل تبادل الأسرى بين الجانبين، وفي نهاية الأسبوع الماضي أبدت تل أبيب استعدادها المبدئي، عبر الوسيط المصري، للدفع قدما بصفقة التبادل والتي ستكون على مراحل".
وأوضحت "يبدو أن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي يريدان للصفقة الجديدة أن تتم بشكل مشابه لنظيرتها السابقة والتي أجريت قبل سنوات وعرفت باسم (صفقة شاليط)؛ وخاصة المرحلة الأولى منها، ففي عام 2009 أطلقت تل أبيب سراح 25 سجينا أمنيا فلسطينيا مقابل مقطع فيديو قصير يظهر فيه الجندي الإسرائيلي المختطف وقتها جلعاد شاليط وهو سليم متعافي".
وذكرت"إسرائيل تريد لهذه الصفقة أن تتم على مدار عدة أشهر؛ ذلك كي تضمن عدم قيام التنظيمات الفلسطينية بقطاع غزة باستغلال فترة وباء الكورونا لإطلاق صواريخ ضد إسرائيل"، لافتة "الاستخبارات المصرية حذرت قائد الجهاد الإسلامي زياد نخالة من إطلاق صواريخ ضد إسرائيل؛ وإلا فإن الأمر سيؤدي إلى التصعيد وإلى رد صعب وقاسي كما أنه يعرض إمكانية عقد صفقة تبادل جديدة مع تل أبيب للخطر".
وقالت الصحيفة العبرية"أي كان الأمر؛ فقد دعا سجناء صفقة شاليط والذين اعتقلتهم تل أبيب مجددا، قيادة حماس إلى عدم تقديم تنازلات لتل أبيب مقابل الإفراج عنهم، وفي غضون ذلك لا تشعر السلطة الفلسطينية برام الله بالرضا إزاء الاتصالات المصرية من أجل الصفقة الجديدة، ويرون أن الأخيرة تعزز من مركز حركة حماس في الضفة الغربية وتضعف من نفوذ محمود عباس".
وأوضحت"الصفقة ستكسب حماس المزيد من القوة في الشارع الفلسطيني وستظهرها بصورة المنقذة لسجناء أمنيين مرضى في فترة أزمة الكورونا، وستبعث رسالة بأن تل أبيب تخضع لضغط الإرهابيين وأن هذه هي اللغة الوحيدة التي تفهمها تل أبيب وليس لغة التفاوض التي تتشدق بها رام الله مرارا وتكرارا؛ حينما تتطرق إلى التعامل مع الطرف الإسرائيلي".
وواصلت"محمود عباس يخشى أيضا من عودة المخربين الفلسطينيين الذين ستطلق تل أبيب سراحهم؛ بموجب الصفقة الجديدة، لمنازلهم وقيامهم بإنشاء بنى تحتية جديدة للإرهاب ضد السلطة الفلسطينية وإسرائيل، الأمر الذي سيعقد من عمليات مواجهة الإرهاب ويعرض منظومة عباس الحاكمة للخطر".
ولفتت"أنصار ومؤيدو مروان البرغوتي يتوقعون إطلاق سراحه بموجب صفقة الأسرى الجديدة مع حماس، وقيادات فلسطينية وعدتهم بأن الأخيرة ستطلب من تل أبيب الإفراج عنه هو وأحمد سعدات قائد الجبهة الشعبية الفلسطينية،والذي قام بالتخطيط لاغتيال الوزير الإسرائيلي رحبعام زئيفي".
وذكرت"البرغوثي هو مهندس الإرهاب لحركة فتح خلال الانتفاضة الثانية واليد اليمنى لياسر عرفات في تنفيذ العمليات التخريبية ضد إسرائيل، والشارع الفلسطينية يطلق عليه اسم (نلسون مانديلا) حيث يحظى بشعبية كبيرة في الضفة الغربية ويتصدر دائما استطلاعات الرأي التي تراه الخليفة المناسب لمحمود عباس".
وقالت"البرغوتي يحظى أيضا بتأييد كبير من قبل القياد الفتحاوي محمد دحلان، أحد المقربين للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ومؤخرا نال الأسير الفلسطيني دعم القيادي جبريل الرجوب؛ ووفقا للمصادر الفتحاوية فإن الأخير زار القاهرة 4 مرات في محاولة لإقناع الاستخبارات المصرية بدعم الاتصالات التي يقوم بها مع تل أبيب لإطلاق سراح البرغوثي من معقله".
في المقابل -استكملت الصحيفة- تعمل السلطة الفلسطينية بشكل سري لدى مصر وإسرائيل لإجهاض الجهود المبذولة من أجل إطلاق سراح البرغوثي؛ خوفا من يؤدي ذلك إلى هزيمة محمود عباس في الانتخابات الفلسطينية القادمة".
ونقلت عن مصادر فتحاوية قولها"الجنرال ماجد فرج رئيس الاستخبارات الفلسطينية والذي يرى نفسه خليفة عباس، تحدث مؤخرا مع مسؤولين بجهاز الشاباك الإسرائيلي والمخابرات المركزية الأمريكية، وأوضح لهم أن البرغوثي شخص متطرف وإذا تم الإفراج عنه فإنه سيضر بالتنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وتل أبيب وواشنطن".
وأضافت "إطلاق سراح البرغوثي يعتمد في المقام الأول على موافقة إسرائيل؛ في وقت لا يرغب فيه اليمين الحاكم بتل أبيب بالسماح بالإفراج عن الرجل في إطار صفقة تبادل للأسرى مع حماس، ويمكننا الافتراض أنه لو طلب عباس من إسرائيل عدم إطلاق سراح البرغوثي فإن تل أبيب ستوافق على الأمر، خاصة أنها تريد معاقبته على نشاطاته التخريبية وترغب في ردع أخرين من الاقتداء به والسير على خطاه".
#كلمات_دالة :
العربية