متابعات صباح حضرموت
بعد اكتشافها لإصابتها بفيروس كورونا، حوّلت بثينة الشيحي، طبيبة تونسية، بيتها إلى مكان للحجر الصحي، وأصرّت على أن تطلّ على متابعيها على مواقع التواصل الاجتماعي لتتحدّث عن تجربتها مع المرض، كوسيلةٍ لمواجهته ومحاربته.
تونس ـــ بشجاعة ورباطة جأش نادرة، تُطِلّ الطبيبة والناشطة النسوية التونسية بثينة الشيحي، كل يوم على متابعيها وأصدقائها عبر صفحتها على فيسبوك وبابتسامة لا تفارقها، تتحدث عن تجربتها مع فيروس كورونا، من بيتها الذي حوّلته عن "طواعية ومسؤولية" إلى مكان للحجر الصحي.
اكتشاف الفيروس
قبل نحو أسبوع من الآن، كانت الأمور تسير بشكل عادي مع بثينة، الزوجة والأم لطفلين، حين اختارت معاضدة مجهودات زملائها الأطباء ضمن خلية الأزمة التي كوّنتها وزارة الصحة التونسية، للتقصِّي والتوعية قصد مقاومة وباء كورونا.
اكتشاف الفيروس
قبل نحو أسبوع من الآن، كانت الأمور تسير بشكل عادي مع بثينة، الزوجة والأم لطفلين، حين اختارت معاضدة مجهودات زملائها الأطباء ضمن خلية الأزمة التي كوّنتها وزارة الصحة التونسية، للتقصِّي والتوعية قصد مقاومة وباء كورونا.
حرصت طبيبة التغذية والتجميل، على تقديم النصح والإجابة عن أسئلة مئات التونسيين عبر الهاتف حول فيروس كورونا، وتشخيص أعراضه، برفقة فريق طبي متكامل، في "المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة"، ولكنها لم تتخيل لحظة أن تكون هي إحدى ضحاياه.
في اليوم الرابع لعملها داخل المرصد بدأت بثينة تشعر بتعب وآلام في العظام والمفاصل مع سعال خفيف وجفاف في الحلق، وبحكم تجربتها وخبرتها كطبيبة، أيقنت أنها وقعت في شراك هذا الفيروس اللعين، لتدعم شكوكها بنتائج التحاليل التي جاءت إيجابية.
لا تُخفِي بثينة التي اصابها القلق بعد أن أثبتت التحاليل حملها الفيروس، سيما وأنها لم تسافر قط خارج التراب التونسي، وظلّ مصدر العدوى مجهولاً، لكنها تحاول التأقلم مع المرض متسلحة بشجاعة محارب، وإيمان بالله، كما تقول.
"من ألطاف الله" كما تقول، أن نتائج التحليل كانت سلبية لباقي الفريق الطبي الذي يعمل معها، كما أنها أخذت جميع احتياطاتها منذ انطلاقها في العمل التطوعي لمقاومة هذا الوباء، فاختارت العزل الذاتي الاختياري بشكل مبكّر، وأخذ مسافة داخل المنزل بينها وبين زوجها وأطفالها.
عزل ذاتي
انتهجت الطبيبة التونسية خلال الأيام الأولى من فترة الحجر الصحي سياسة عزل ووقاية صارمة داخل غرفتها، حرصاً منها كما تقول على سلامتها أولاً وسلامة أطفالها وزوجها حتى لا تشملهم العدوى، إذ دأبت على تعقيم غرفتها وحمامها الخاص، وعدم الخروج منها، فيما تكفل الزوج والأبناء بتقديم الرعاية الصحية والنفسية وتوفير جميع ظروف الراحة لها في احترام تامّ لمعايير الوقاية والعزل الصحي.
الأيام الأربعة الأولى ما بعد اكتشاف الفيروس، كانت الخطّ الفاصل بين الحياة والموت، إذ تغلبت الطبيبة على أعراض المرض، بخاصة ضيق التنفس وارتفاع درجة حرارة الجسم وعدم القدرة على الحركة، من خلال حرصها على الأكل الصحي والسليم والمتوازن، وشرب كميات هامة من السوائل والعصائر الطبيعية، وأخذ أدوية مخفضة للحرارة باستمرار.
دعم معنوي
فيسبوك كان أيضاً إحدى الأدوات التي اختارتها بثينة لمخاطبة أحبتها، في خطوة قالت إنها لم تكن هيّنة، للخروج والحديث عن مرضها علناً، إذ تطل كل يوم بابتسامة تعلو محيَّاها، وثقة بالنفس، لتطمئن أصدقائها عن حالتها وتُسدِي إلى غيرها النصيحة في كيفية التعامل مع الفيروس والتوقِّي من العدوى.
تشدِّد الناشطة في المجتمع المدني، على أن العامل النفسي هو تقريباً نصف العلاج في رحلة محاربة الفيروس، وتنصح المصابين به بالتسلح بالأمل والتشبُّث بالحياة، وأن لا يسقطوا في دوامة الخوف واليأس لأنه الطريق السهل نحو الهزيمة والاستسلام للمرض، كما تقول.
لا تخفي الطبيبة سعادتها بحجم التعاطف ورسائل الدعم والدعوات لها بالشفاء، التي تصل إليها يوميّاً من أشخاص تعرفهم وآخرين لم تلتقِهم البتة، فيما تواصل هي رحلة مقاومتها لهذا الفيروس متوعدة بهزيمته بالضربة القاضية لأجل أعيُن عائلتها ولكل من يحبها.
تونس انخرطت بدورها كباقي دول العالم في مقاومة وباء كورونا الذي حصد حتى اللحظة أكثر من 36 ألف شخص، فيما تجاوزت حصيلة الإصابات المؤكدة حاجز 770 ألفاً حتى ظهر الإثنين، حسب آخر أرقام منظمة الصحة العالمية.
وزارة الصحة التونسية كانت كثّفت حملات التحسيس للتوقي من هذا الوباء، عبر المنابر الإعلامية، وخلايا الإنصات، كما انتهجت السلطات خطة تَوَقٍّ استباقية صارمة، من خلال إقرار حظر التجول في جميع محافظات البلاد وإعلان الحجر الصحي العامّ، في وقت تجاوزت فيه حصيلة الإصابات المؤكدة بالفيروس حاجز 200 شخص.