الجراد في اليمن ... كيف تحول من غنيمة الى ماساة - صباح اليمن الجراد في اليمن ... كيف تحول من غنيمة الى ماساة

الجراد في اليمن ... كيف تحول من غنيمة الى ماساة

متابعات صباح حضرموت

غزو الجراد على اليمن و بلدان أخرى في القرن الافريقي ليس أمرا جديدا ، فقد اعتاد الناس هناك على مواجهة هذه الظاهرة، بل ان الناس تكيفوا معها و حولها البعض الى مصدر غذائي ملئ بالبروتينات، لكن القصه تحولة إلى ماساه.

لم يكن اليمني منصور محمد 43 عاماً، يتردد في تناول الجراد الصحراوي، حتى بدون طهي، وهو يتفاخر بتناولها كلما أمسك واحدة منها، ومع ذلك، فإنه وبعد تناولها قبل أسابيع شعر بمضاعفات صحية، في ظل موجة غزو

وقال  محمد أنه "ككل مرة تهب أسراب الجراد، نقوم بالإمساك بها وطهيها مع الزيت"، ولكن هذه المرة "كان هناك تغير في لون الجراد الأقرب إلى الأحمر وحتى حجمه. وبعد دقائق من تناوله أحسست بغثيان وقيء استمرت مضاعفاته لما يقرب من يومين كأنه غذاء مسموم".

كان محمد يعتقد في ما هو شائع في أوساط غالبية اليمنيين من أن تناول الجراد لا ينطوي على أي مخاطر، لكنه بعد ما حصل له مؤخراً اضطر للبحث في الموضوع وشاهد مقاطع فيديو على الانترنت تحذر من خطورة تناولها وتظهر احتواء بعضها على "دودة"، فاقمت مخاوفه، هو يعتقد أن هناك قصوراً كبيراً لدى الجهات المعنية الحكومية والمنظمات من حيث حملات توعية تُحذر من الآفة.

فاطمة المسوري ستينية هي الأخرى، مصابة بمرض السكري، كانت ضحية لتناول الجراد، حيث تقول  إنها تتناول الجراد منذ سنوات، لاعتقادها كما هو شائع، بأنه يؤدي لتخفيض سكر الدم، وهذه المرة قامت بتناولها رغم لونها المتغير لكن النتيجة كانت بمتاعب صحية وخلل في نظامها الغذائي.

انتشار غير مسبوق

ووفقاً لشهادات في أكثر من محافظة يمنية، فإن الأسابيع الماضية شهدت انتشاراً غير معهود لأسراب الجراد، خصوصاً في المناطق الشمالية والجنوبية الغربية للبلاد، بما في ذلك، مناطق نادراً ما تصل إليها.

مركز مراقبة ومكافحة الجراد الصحرواي في اليمن (هيئة حكومية)، أعلن بدوره، في الـ11 من فبراير/ شباط الجاري، حالة الاستنفار القصوى، في مناطق التكاثر الشتوية في السهل التهامي، ودعا الهيئات والمنظمات المعنية بالأمن الغذائي إلى سرعة التدخل لدعم جهود مكافحة ما اعتبره "آفة خطيرة تهدد الأمن الغذائي" في البلاد.

 

يتم تخزين كميات من الكراد في قوارير لتداولها في الأسواق

وفي العاشر من الشهر الجاري، أطلق المنتظم الأممي، عبر مؤتمر صحافي مشترك لكل من منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، تحذيراً من أن إثيوبيا والصومال وكلاهما على الحدود البحرية لليمن، يواجهان أزمة هي الأكبر منذ ربع قرن، كما تواجه كينيا أزمة مماثلة لم تشهدها منذ 70 عاماً، فيما يمتد الخطر أيضا إلى جنوب السودان وأوغندا.

وقالت المنظمة إن "ثمّة قلق بشأن تكوّن أسراب جديدة في إريتريا وجيبوتي والسعودية والسودان واليمن مع استمرار انتشار الجراد على جانبي البحر الأحمر"، وأشارت إلى أن 13 مليون شخص في إثيوبيا وكينيا والصومال يتعرض أمنهم الغذائي للتهديد و أن 10 ملايين منهم يعيشون في المناطق المتضررة بسبب الجراد".

ومن أسباب الظاهرة، وفقاً للأمم المتحدة أن "الجراد ينتقل جنوبا وشمالا، وعندما وصل إلى اليمن جنوبا وجد بيئة خصبة رطبة تسمح بنمو بيضه. وعند موسم الجفاف في اليمن انتقل في يونيو/ حزيران 2019 إلى شمال شرق إثيوبيا وشمال الصومال".

الجرادة الواحدة تلتهم 5 غرامات يوميا

حسب موقع ويكيبيديا، فإن الجراد يلتهم في الكيلومتر الواحد من السرب حوالي 100 ألف طن من النباتات الخضراء في اليوم، وهو ما يكفي لغذاء نصف مليون شخص لمدة سنة. وفي حديثه يرى الخبير البيئي اليمني عمر بادخن أن الأخبار عن أسراب مهولة من الجراد "أمر مقلق للغاية وقد يرقى الى كارثة بيئية تهدد القطاع الزراعي الضعيف في اليمن الذي يكافح من أجل البقاء".

ويضيف أنه "اذا لم تتخذ إجراءات  لمكافحة هذه الآفة فإنها ستشكل خطراً كبيراً على الأمن الغذائي الضعيف أصلاً في اليمن حيث أن الجرادة الواحدة يمكنها ان تلتهم خمسة جرامات من النبات الأخضر يومياً ونحن نتحدث عن أسراب من عشرات الملايين، ولكم أن تتخيلوا الضرر".

وفيما يتعلق بتناول الجراد كطعام يقول بادخن "اعتاد معظم المواطنين على أكل الجراد. ورغم قيمتها الغذائية الجيدة لاحتوائها على البروتينات، إلا أن الجراد تتم مكافحته عادة باستخدام المبيدات العضوية شديدة السمية"، وبدورها تعتبر سريعة التأثير وقاتلة مع بقاء كميات من المبيد الحشري في جسم الجراد الميت، وبالتالي فإن أكله بما يحمله من متبقيات لهذه المبيدات السامة يعرض من يتناوله للتسمم".

من جانبها، تشرح الدكتورة منى اسكندر، طبيبة يمنية في المستشفى الجمهوري بصنعاء بأن "الجراد لا ينقل الأمراض أو الفيروسات للإنسان لأنه ليس ماصا للدم كالبعوض وغيرها من الحشرات، ولكن تكمن خطورة أكله في احتمالية التصاق الفيروسات والفطريات المسببة للأمراض بأرجلها أو  جسمها ومن ثم يصاب الإنسان عند أكلها".

والجدير بالذكر أن الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية في الكويت، أصدرت في مايو/ أيار2019 تحذيراً من تناول الجراد وحتى لمسه، لتلوثه بمبيدات سامة، كما أن وزارة الصحة السعودية أصدرت تحذيرات سابقة من أنها قد تسبب أمراضاً عديدة واحتمال أن تكون مصدراً لنقل أمراض فيروسية غير معروفة.

المصدرDw

إرسال تعليق

أحدث أقدم