صباح حضرموت
لفتح آفاق جديدة أمام تمكينها ونشر الوعي بهموم المرأة الفلسطينية، عبرت مخرجات فلسطينيات عن أبرز التحديات التي تقابل النساء في الأراضي المحتلة، من خلال مشروع "يلا نشوف".
وتتناول الأفلام قضايا معاناة المرأة الفلسطينية في كل مناطق وجودها، وما يتعلق بالاحتلال وممارساته وسياساته، فضلاً عن العادات والتقاليد التي تحد من حركة المرأة وحريتها.
أحمد حنيطي، منسق برامج مؤسسة "شاشات سينما المرأة" المشرف على المشروع، يقول: "تنطلق مجموعة (أنا فلسطينية) ضمن مشروع (يلا نشوف) لعرض الأفلام، والمشروع مكون من 3 مكونات وينفذ خلال 3 سنوات".
ويضيف لـ"العين الإخبارية" أن المكون الأول خصص لإنتاج 10 أفلام أول عام، والثاني خصص لعرض الأفلام من خلال برنامجين، البرنامج الأول عبارة عن منحة لنحو 60 مؤسسة في الضفة والقدس وغزة تعرض كل مؤسسة 20 عرضا سينمائيا خلال السنوات الثلاثة فتكون النتيجة 1200 عرض سينمائي، والبرنامج الثاني فيشمل 200 عرض مفتوح كل سنة من السنوات الثلاثة، في حين المكون الثالث يكون لإنتاج تقارير تلفزيونية عن النقاشات التي دارات حول عروض الأفلام".
ووفق حنيطي؛ فإن الهدف من العروض السينمائية هو تحفيز النقاش المجتمعي حول مختلف القضايا خصوصا تلك المتعلقة بالمرأة الفلسطينية.
وأنتجت 10 مخرجات تحت سن 30 عاما 10 أفلام، منهن 3 مخرجات كان فيلمهن عبارة عن أول تجربة تقنية لهن والبقية أنتجن بين فيلم إلى 3 أفلام. وخلال إنتاج الأفلام قادت كل مخرجة طاقم عمل كامل في تجربة فريدة، ووفرت مؤسسة "شاشات" لهن كل الإمكانيات من دعم لوجسيتي ومالي وتوجيهات، وفق حنيطي.
يؤكد حنيطي أن أحد أهداف مؤسسة "شاشات" هو إيصال صوت المرأة من خلال السينما، فضلاً عن توجيه رسالة واضحة أن الخلافات السياسية التي تحاول التفرقة بين غزة والضفة لن تثمر.
وحتى الآن، حضر العروض السينمائية نحو 9 آلاف شخص من فئات مجتمعية مختلفة ومن كل المناطق الفلسطينية وهو ما أثرى النقاشات المجتمعية حول ما عالجته الأفلام.
وتركزت النقاشات على تأثير الاحتلال وجدار الفصل العنصري على حياة المرأة الفلسطينية في الضفة الغربية وآثار الانقسام على أحلام الناس وآمالهم والحد من قدرتهم من تحقيق الطموحات، وهو ما أراده المشرفون على المشروع في الأساس.
"يوما ما".. أحلام هاربة من الحروب
حسب حنيطي، فإن النقاشات في غزة كانت تعبر عن حجم الكبت والغضب والمعاناة، إلا أن النقاشات في الضفة جذبها فيلم "يوما ما" الذي يحكي قصة 4 فتيات يمارسن حياتهن بحرية في القطاع بعيدا عن الحرب والدمار والانقسام، ويتناول ما يشغلهن من قضايا كالعمل والزواج والسفر والحرية، في إلقاء للضوء على أحلام جيل صغير ورغبته في الخروج من غزة.
وترى مخرجة الفيلم أسماء المصري، أن ما يميزه فيلمها هو وجود 4 أساليب حياة مختلفة تظهر خلال يوم عادي في حياة 4 فتيات، يشتركن بمكان العيش وحدود المدينة التي يتطور فيها كل شيء بإيقاع بطيء.
وأكد النقاش الذي جاء بعد الفيلم أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يعيش حياة طبيعية ويتعامل مع ما تفرزه هذه الحياة من علاقات مثل الصداقة والحب والزمالة والتكافل والتسامح، وأن هذا النوع من العلاقات لا يعرفه أكثرية الناس، ولعل السبب يعود الى أن التغطية الإعلامية وحتى التجارب السينمائية تركز على الصراع الذي يعيشه القطاع بكل ما يتضمنه من انقسام وحصار.
"الراعية".. المرأة المزارعة
تروي المخرجة فداء عطايا، خلال فيلمها "الراعية" حكاية منطقة وادي المالح، وحياة المرأة المزارعة التي تعيش ألم فقدان الأرض والمياه، بطريقة جديدة. وأثار النقاش الذي تلا الفيلم العديد من القضايا حول معاناة المرأة في هذه المنطقة، وهي تشكل حالة من حالات المعاناة التي تعيشها المرأة الفلسطينية.
"أرض ميتة".. ألم الجدار الفاصل
سلط فيلم "أرض ميتة" للمخرجة أمجاد هب الريح الضوء على حزن وألم امرأتين مزارعتين من قرية عانين في محافظة جنين، حيث سُلبت أرضهما خلف جدار الفصل العنصري لتفقدا معها تفاصيل حياتهما.
وأثار النقاش الذي جرى عقب عرض الفيلم في مؤسسة جنوب قطاع غزة، آثار جدار الفصل العنصري في حرمان المرأة الفلسطينية من حياتها المرتبطة بالأرض وذكرياتها الممتدة عبر التاريخ، كذلك المعاناة والإذلال والإهانة التي تتعرض لها من جنود الاحتلال في بوابات الفصل العنصرية.
"صبايا كلمنجارو".. رحلة البحث عن الذات
يتناول فيلم "صبايا كلمنجارو" للمخرجة ميساء الشاعر، قصة 3 فتيات تخطين الحدود والحواجز العائلية بقيامهن برحلة لتسلق قمة كلمنجارو. رحلة جغرافية أصبحت رحلة نفسية للتعرف على الذات. وأكد الجمهور أن الفتاة الفلسطينية تمتلك من العزم والإرادة ما يمكنها من تحطيم جميع القيود المجتمعية البالية، كما عبر الحضور عن أهمية أن يصل الإنسان الى قمة ذاته وذلك عندما يستخدم كل ما يملك من قوة وطاقة وخبرات لتحقيق هدفه.
وضمن الأفلام فيلم "الكوفية" للمخرجة بيان قطراوي وهو يحكي قصة فتاتين تحلمان بالفوز بمسابقة الأفلام، وكيف تحولت كوفيّة إحداهن من رمز جامع يعبر عن الهوية الفلسطينية الى ضمادة لدماء سالت بسبب الانقسام.
وأكد المشاركون في النقاش أن شيئا من الوطنية الصادقة، وبعض من الرشد في الفكر والتفكير السياسي، يكفي لتدشين مرحلة فلسطينية جديدة كفيلة لإنقاذ الفلسطينيين من خطر التحديات التي توشك أن تعصف بوجودهم وكيانهم الوطني.