متابعات صباح حضرموت
سُجّل منعطف نوعي في جهود قطر لفكّ عزلتها الناجمة عن مقاطعة أربع دول عربية لها بسبب دعمها للإرهاب، تمثّل في استعدادها لفكّ ارتباطها بأحد أهم “حلفائها” المتشدّدين، متمثّلا بجماعة الإخوان المسلمين.
وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أنّ الدوحة عرضت على الرياض تخليها عن دعم الجماعة لقاء المصالحة معها.
وأوردت الصحيفة في تقرير لها أنّ وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، زار السعودية سرا الشهر الماضي والتقى كبار المسؤولين هناك، لإنهاء مقاطعة قطر التي تشارك فيها المملكة إلى جانب كلّ من الإمارات ومصر والبحرين.
ووصفت الصحيفة الزيارة بـ“الجهد الأكثر جدية” لإنهاء المقاطعة المستمرة منذ أكثر من عامين.
ونقلت عن مصدر لم تسمه، قوله إن الوزير القطري قدم العرض المفاجئ للسعودية أثناء وجوده في الرياض، وأنّ العرض تمثّل في أنّ “الدوحة مستعدة لقطع علاقتها بجماعة الإخوان المسلمين”، معتبرا أن الخطوة “فرصة واعدة حتى الآن لإنهاء النزاع”.
وأشار المصدر إلى أن قطر تضع التزاماتها تجاه الإخوان ضمن ما تسمّيه “إطار دعم القانون الدولي وحماية حقوق الإنسان وليس لأجل حزب أو جماعة بعينها”.
وأضاف المصدر ذاته أنّ الدوحة تبرر موقفها بأنه أسيء فهم ذلك الدعم للإخوان “من قبل أولئك الساعين لعزلها”.
وحسب الصحيفة ذاتها، فقد كشف مطلعون على القضية أن زيارة الوزير القطري سبقتها جولات دبلوماسية مكثفة، قامت الكويت بلعب دور الوسيط في الكثير منها، فضلا عن اجتماعات عقدت على هامش قمة مجموعة العشرين في اليابان، الصيف الماضي، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وجاءت معلومات الصحيفة الأميركية إثر حديث “عن انفراجة في الأزمة الخليجية مع مشاركة منتخبات السعودية والإمارات والبحرين في بطولة كأس الخليج لكرة القدم خليجي 24 المقامة في الدوحة حاليا”.
غير أن مصادر مطّلعة قالت لاحقا إن مصدر تلك الأحاديث هو قطر نفسها، وأن الدول المقاطعة للدوحة تحرص على فصل الملفات عن بعضها البعض.
وكمثال على ذلك الفصل، تلفت تلك المصادر إلى مجلس التعاون الخليجي يعقد اجتماعاته على كافة المستويات بمشاركة الدوحة رغم استمرار مقاطعة ثلاث دول خليجية لقطر.
ودأبت قطر منذ مقاطعتها من تلك الدول على بذل محاولات متعدّدة واغتنام كل المناسبات لإنهاء عزلتها بما في ذلك محاولة الاستعانة بقوى دولية، لكنّ جميع المحاولات اصطدمت بإصرار الدول المقاطعة على تغيير قطر لنهجها المهدد للاستقرار كشرط للتصالح معها، وهو ما لم تقدم عليه القيادة القطرية إلى حدّ الآن.
#كلمات_دالة :
العربية